أليس الفكر الديني الذي يطفو على سطح المشهد الراهن عرضاً من أعراض أزمة الهوية المهددة بالتلاشي سياسياُ وثقافياً وحضارياً، كونه محكوماً بمنظومة فكرية قاصرة عن الاستجابة لكل أنواع التحديات والمعضلات التي تجابهنا اليوم، أعني المنظومة الفقهية كما تتجلى في العقل المشيخي، المنبرى، الوعظي، الداحض للعقل الكوني الحديث بشتى تياراته ومدارسه؟ هذا هو السؤال الذي يؤطر إشكالية هذا الكتاب، إذ يتصدى للفكر الديني الشائع بين الجماهير من خلال تفكيك آليات العقل الفقهي (أو بالأدق: عقل التردي الفقهي)، لدى واحد من أبرز ممثليه المعاصرين: الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، المشرف على كلية الشريعة في دمشق، المؤسسة الرسمية المعنية بإنتاج المعرفة بالدين والفقه والشريعة، والناطق بلسان الإسلام الجامد "المتخشب"، بما هو المروج الأول للأحكام السلطانية والذهنيات الخرافية العاملة وفق آليات الذاكرة والذكر وحدها، وقد وفق وجهاً لوجه مع "حبر الأمة وترجمان القرآن": ابن عباس، يحاوره ويساجله في تفسيره القرآني ومعراجه النبوي.
أو
أو
0 التعليقات:
إرسال تعليق