في جولاته البرية والبحرية قطع الباحث في التاريخ الفينيقي "جان مازيل" خمسةً وخمسين ألف كيلومتر، وهو يتقرى خطى الفينيقيين كي يكتب هذا الكتاب، فإذا بالمراكز الفينيقية-التي كانت قلب العالم القديم كما كانت بابل دماغه-تتلامع على طريق القصدير الذي اختطه فينيقيو الشرق من جبيل (حاضرة الكتابة) وصيدون (حاضرة الفكر) وسواهما، إلى قبرص واليونان وإنكلترا وأمريكا، فلنتذكر أن الرحلة الفينيقية ترتقي إلى أربعة آلاف سنة.
إلى ذلك يتقرى هذا الكتاب طريق الذهب (البرية والبحرية) التي اختطها فينيقيو الغرب من نيويورك العالم القديم: قرطاجة، إلى جربة وطرابلس وصبراتا والسنغال وتطوان وطنجة وصقلية وسردينيا والأندلس وجزر الكناري وسواها.
فمن هم أولاء الذين اجترحوا تلك المعجزات؟ ما هو أصل الفينيقيين؟ وكيف كانت حياتهم الدينية والاجتماعية والفنية والاقتصادية؟ ما هي ابتكاراتهم وحروبهم وتأثراتهم وأساطيرهم؟
بالإجابة العلمية على هذه الأسئلة يحملنا هذا الكتاب في جولاته-مغامراته في الزمان والمكان، ويجعلنا نقرأ تاريخ الحضارة الفينيقية (الكنعانية) فنحياها من جديد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق