بجرأته المعهودة ولغته الممزوجة بشعر جلال الدين الرومي وجمعه بين موروث الفكر الإسلامي ومستجد الفكر الغربي يواصل المفكر الإيراني عبدالكريم سروش تنظيره في حقل المعرفة الدينية - الذي اشتهر من خلال «نظرية القبض والبسط في الشريعة» - في كتابه الجديد «الصراطات المستقيمة... قراءة جديدة لنظرية التعددية الدينية»، ويمتاز جهد سروش بشيء من الخصوصية لكونه يتحرر من قيد مذهبيته (الشيعية) لينفتح على فضاء التجربة الإنسانية بتنوعها، إضافة لتناوله القضايا الدينية لا بوصفه رجل دين مختصاً، بل بوصفه متديناً من خارج المؤسسة الدينية يرفض أن تُحتَكَر السلطة الدينية أو تُحصر في طبقة أو فئة.
كان سروش قد خصص كتابه الأول «نظرية القبض والبسط في الشريعة» لمعالجة ما يسميه إشكالية الثابت والمتغير في الفكر الإسلامي، ففرَّق بين «الدين» بوصفه ثابتاً متمثلاً في الوحي وبين «المعرفة الدينية» النسبية والمتغيرة والتي «تنقبض وتنبسط» تبعاً لما يجري في حقول المعرفة الأخرى من تقدُّم أو تأخُّر، فَنَصُّ الوحي ساكتٌ لا يتكلم إلا إذا استنطقناه بأدواتنا النسبية، ولا يمكن التسوية بين نصٍّ متعالٍ وبين قارئ مرتهَن لنسبيته في كل شيء؛ ما يعني رفع القدسية عن كل ما سوى الوحي، والمطالبة بقراءة جديدة له تستجيب لمتطلبات العصر وتسعى لحل إشكالاته، وقد أثار هذا الكتاب - منذ أن كان مقالات متفرقة - موجة كبيرة من النقد داخل المؤسسة الدينية في إيران كما حشد له - في الوقت نفسه - كثيراً من المؤيدين والأنصار بين مثقفين وغيرهم.
أما كتابه الجديد «الصراطات المستقيمة»، فهو وإن بدا للوهلة الأولى مجموعة من سبعة مقالات ومحاضرات قُدِّمت مفرَّقةً زماناً ومكاناً إلا أنه في الحصيلة محاولة لتأصيل التعددية وشرعنتها دينيةً كانت أو اجتماعيةً وسياسيةً والعمل على الإفادة منها، وسواء كان سروش يهدف لتحقيق التعددية السياسية والاجتماعية من خلال إقرار التعددية الدينية أو بالعكس فإنه قد انطلق في رؤيته هذه من الواقع كما هو لا كما ينبغي أن يكون، بعبارة أخرى فإنه أنشأ رؤية «معللةً» أكثر منها «مدلَّلَة» كما يصطلح هو في كتابه، وامتزج جدله الكلامي الفلسفي فيه بنظرة صوفية عميقة عن الله والكون والإنسان مستقاة من مأثورات الشعر العرفاني.
كان سروش قد خصص كتابه الأول «نظرية القبض والبسط في الشريعة» لمعالجة ما يسميه إشكالية الثابت والمتغير في الفكر الإسلامي، ففرَّق بين «الدين» بوصفه ثابتاً متمثلاً في الوحي وبين «المعرفة الدينية» النسبية والمتغيرة والتي «تنقبض وتنبسط» تبعاً لما يجري في حقول المعرفة الأخرى من تقدُّم أو تأخُّر، فَنَصُّ الوحي ساكتٌ لا يتكلم إلا إذا استنطقناه بأدواتنا النسبية، ولا يمكن التسوية بين نصٍّ متعالٍ وبين قارئ مرتهَن لنسبيته في كل شيء؛ ما يعني رفع القدسية عن كل ما سوى الوحي، والمطالبة بقراءة جديدة له تستجيب لمتطلبات العصر وتسعى لحل إشكالاته، وقد أثار هذا الكتاب - منذ أن كان مقالات متفرقة - موجة كبيرة من النقد داخل المؤسسة الدينية في إيران كما حشد له - في الوقت نفسه - كثيراً من المؤيدين والأنصار بين مثقفين وغيرهم.
أما كتابه الجديد «الصراطات المستقيمة»، فهو وإن بدا للوهلة الأولى مجموعة من سبعة مقالات ومحاضرات قُدِّمت مفرَّقةً زماناً ومكاناً إلا أنه في الحصيلة محاولة لتأصيل التعددية وشرعنتها دينيةً كانت أو اجتماعيةً وسياسيةً والعمل على الإفادة منها، وسواء كان سروش يهدف لتحقيق التعددية السياسية والاجتماعية من خلال إقرار التعددية الدينية أو بالعكس فإنه قد انطلق في رؤيته هذه من الواقع كما هو لا كما ينبغي أن يكون، بعبارة أخرى فإنه أنشأ رؤية «معللةً» أكثر منها «مدلَّلَة» كما يصطلح هو في كتابه، وامتزج جدله الكلامي الفلسفي فيه بنظرة صوفية عميقة عن الله والكون والإنسان مستقاة من مأثورات الشعر العرفاني.
0 التعليقات:
إرسال تعليق