تناول الكتاب الأساطير العربية قبل الإسلام، التي أُلّف عنها كثيرا من الكتب، يتناول الدكتور محمد عبد المعيد خان في مبحثه هذا الذي حصل بموجبه على درجة الدكتوراه في الأدب هذه الأساطير بشكل شامل . حيث تحدّث في البدء عن مصادر الأساطير العربية قبل الإسلام وهي إمّا ما دونته كتب التأريخ والأدب أو ما وجد منقوشا على الأحجار، لكن الباحث حين يتوصل إلى مصدر آخر بعد أن تعذر البحث في المصادر القديمة نظرا لاندثار أكثرها وهو البداوة في الحجاز، حيث يقف بنا على هذه البداوة كمادة رافدة للمصادر الأخرى، وهي مصدر لا زال حيا وجديرا بالبحث والتأمل والوقوف على كل مفرداته.
كان ذلك إذا الفصل الأول من كتابه والذي تناول مصادر الأساطير، فيما وقف بنا في الفصل الثاني على قابلية العقلية العربية لتوليد الأساطير، حيث يرى أن اختلاف البيئة العربية عن غيرها من البيئات جعلها ذات تفرد خاص في توليد الأساطير الخاصة بها، ويتفرد العربي في قيافة الأثر والفطرة السليمة والعرافة.ويخلص المؤلف إلى أن العقلية العربية توظف القوة العقلية في تصوير المستقبل ،و تفهم المجهول من المعلوم، وإلى الخروج من نطاق الحقيقة المألوفة إلى ما هو أشبه بالحق وأقرب إلى الباطل.ويستشهد المؤلف على ما ذهب إليه من خلال الشعر الجاهلي الذي هو مادة خصبة استوفى منها هذا المبحث.ويرى في نهاية هذا الفصل إلى أن تفكير الأمة العربية مر بأطوار أربعة ميثولوجية هي ما قبل المذهب الحيوي، والمذهب الحيوي، والمذهب الطوطمي، ثم تعدد الآلهة وأخيرا فكر الإله الواحد .والمذهب الحيوي يفرد له المؤلف فصلا كاملا من الباب الثاني من الكتاب وهو ما يعني به التعرف على الماديات من قبل الإنسان، لكنه في الفصل الثاني من هذا الباب يختص بتطبيق المذهب الحيوي على العرب، حيث يبدأ من الساميين وهو المذهب الذي يميل بطبعة إلى الوصف وحب الطبيعة والهيام بها .ويخلص إلى [الروح هي عبارة عن الحياة الطبيعية أو الحركة عند المتوحشين وكذلك عند العرب، وهنا نصادف صعوبة أخرى في تفسير تفكير العرب إذ كانت العرب تعتقد في الجن والهواتف والغول والسعلاء، وهذا كله يدل على أنهم كانوا يعتقدون في شيء غير مادي وغير عنصري وهو يخالف ما قلناه عن عقيدة العرب في الروح] ، لكن المؤلف يقف كثيرا عند مسألة المسخ وكيف أخذت حيزا كبيرا من الأسطورة العربية وهي ترى أن كل شيء هو قادم من المسخ أو ذاهب إليه من ذلك مثلا مسألة أكل الضب.ومن ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو سعيد الخدري وجابر : إن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بضب فأبى أن يأكله وقال «لا أدري لعله من القرون التي مسخت». وفي الباب الثالث يتناول المذهب الطوطمي والطوطمية كلمة من هنود أمريكا تعني الكائنات التي تحترمها بعض القبائل المتوحشة ويعتقد كل فرد من قبائل الهنود بعلاقة نسب بينه وبين واحد منها . وقد اختلف العلماء في بدء الطوطمية وأغراضها وأسبابها ونظرياتها، واعتباراتها . وفي الفصل الثاني من الباب الثاني يذهب المؤلف إلى أن الطوطمية عند العرب تذهب في مذاهب شتى مثل التسمي بأسماء الحيوانات، والطوطمية في الأمومة وغيرها ويطبق دراسته الطوطمية على الجن الغول والسعلاة ليخلص إلى أن الغول في نظر العرب هو «حيوان شاذ» وكانت العرب تخاف قتل الحيوانات حتى تأمن شر طوطمها كما هو الحال مع الثعبان.
في الباب الرابع، آلهة العرب، خص فصل عن نظرية بدء الوثنية في الرواية والدراية، وفي الفصل الثاني كانت الوثنية المحلية في البلاد العربية، فيخلص إلى إنها من بقايا الأساطير العربية التي توالدت جيلا بعد جيل، وفي المبحث الذي يليه يقف المؤلف على الوثنية الخارجية في البلاد العربية والتي حدثت حين اتصال العرب بخارج نجد والحجاز ،مثل الحضارة البابلية ويخلص إلى أن الوثنية الحجازية هي صورة من الوثنية البابلية بشكل كبير وفي الفصل الرابع يتحدث المؤلف عن تصوير الإله عند العرب ،حيث يقسم الفصل إلى مبحثين، أولهما الآلهة في عصر ما قبل التأريخ وهو الفصل الخامس، حيث يخلص إلى علاقة كلمة إله بما قبل التأريخ، وفي الفصل السادس مبحث ثانٍ عن الإله في عصر التأريخ. وخلاصة القول كان كتاب الأساطير العربية قبل الإسلام مهما في مادته وفي موضوع الدراسة الذي اختص بالجزيرة العربية كموضوع للبحث.
- معلومات الكتاب:
- عنوان الكتاب: الاساطير العربية قبل الاسلام
- المؤلف: محمد عبد المعيد خان
- الناشر : مطبعة لجنة التأليف و الترجمة 1937م.
- روابط التحميل: اضغط هنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق