يرى “سارتر”، شأن أصحاب النّظريّة الفينومنولوجيّة، ان لا وجود لصور ذهنيّة يعود اليها وعينا لكي نتخيّل. إننا نتخيّل أننا نتخيّل…فمناقشة فرضيّة وجود صور ذهنيّة، او عدم وجودها، تُعيدنا الى السّجال حول فرضيّة وجود ذكريات في الدّماغ او عدم وجودها. وإنّ اي تقدّم حقيقي في الطروحات حول هذه المسألة، لا بدّ أن يأتي من جانب علم الفيزيولوجيا اولا، لا من الفلسفة.
وهكذا تحول نظريّة “سارتر” الخيال الى “فعل تخيّل” وليس الى مجموعة من الصّور الذّهنيّة. وهذا ما يؤدّي الى قلب النّظريّة التجريبيّة. فالخيال المبدع لم يعد خيالا استرجاعيا لمدركات حسيّة سابقة، بل عمليّة ذهنيّة تلغي ما هو امامها من اشياء محسوسة لتسقط مكانها كل ما عند الشّخص من رغبات وأحلام وتطلّعات ذاتيّة… لذا فإنّ التخيّل تعبير عن الذّات لا عن العالم، ويرى “باشلار” ان التّخيّل عائق من عوائق المعرفة الموضوعيّة…
أو
أو
0 التعليقات:
إرسال تعليق